(غريباً عشت في الدنيا نزيلاً مثل آبائي
غريباً في أساليبي و أفكاري و أهوائي)2
غريباً لم أجد سمعاً أُفرِّغ فيه آرائي
يَحار الناس في ألفي ولا يدرون ما بائي
(يموج القوم في هرجٍ وفي صخبٍ وضوضاءِ
واقبع ههنا وحدي بقلبي الوادع النائي)2
(غريباً لم أجد بيتاً ولا رُكناً لإيوائي)2
تركت مفاتن الدنيا ولم أحفَل بناديها
(ورُحت أجرُّ ترحالي بعيداً عن ملاهيها
خاليَّ القلب لا أهفو لشيءٍ من أمانيها)2
نزيه السمع لا أُصغي إلى ضوضاء أهليها
أطوف هاهنا وحدي سعيداً في بواديها
(بقيثاري ومزماري وألحانٍ أغنيها
وساعاتٍ مقدسةٍ خلوت بخالقي فيها)2
أسير كإنني شبحٌ يموج لمقلة الرائي
غريباً عِشت في الدنيا نزيلاً مثل آبائي
كسبت العمر لا جاهٌ يشاغلني ولا مالُ
(ولا بيتٌ يعطلني ولا صحبٌ ولا آلُ
هنا في الدير آياتٌ تعزِّيني وأمثالُ)2
(هنا الإنجيل مصباحٌ ولا يخفيه مكيالُ)2
هنا لا تُرهِب الرهبان قضبانٌ وأغلالُ
(ولا تلهو بنا الدنيا فإدبارٌ وإقبالُ)2
(أقول لكل شيطانٍ يريد الآن إغرائي
حذارك إنني أحيا غريباً مثل آبائي)2