طوباك (11 ترنيمة )

١
مسترٌ عنه الوجوه محتقرٌ منا هنا
كعرق أرضٍ يابسة قد عاش فيما بيننا
لا منظرَ فنشتهيه ولا جمالَ أو غنى
لكنهُ ذاك الذي تحمل أوجاعنا
القرار
يسوع.. يسوع فداؤنا، سلامنا، رجاؤنا
يسوع.. يسوع متوجٌ طول المدى ملكنا
٢
نعم ضللنا كلُنا ملنا إلى طريقنا
وهو عليه قد حمل آثامنا جميعنا
فَسيق للصلبِ كشاة محتملاً تعييرنا
ومات عنا ودُفن في القبر مع أشرارنا
٣
كان عقابنا اللهيب وكان عدلاً حُكمنا
لكن حبهُ العجيب لم يحتمل هلاكنا
فجاء من أعلى سماه كي يُصلَب في أرضنا
وقام فاتحاً لنا باب الحياة والهنا

1- سمعتُ صوتك يدعو يا متعباً تعال
أنا أريحك يا ابني من وطأة الأحمال
آتي وكلي ديونٌ سدادها محال
آتي ولا أستحق شيئاً سوى الزوال

القرار- إليك يا مصلوب سلمت أجالي
فأنت يا مصلوب حملت أحمالي
تحملت يداك هناك أسقامي
وغسّلت دماك جميع آثامي
مخلصي يسوع

2- لقد أنرت عيوني في ظلمة الضلال
وقد نشلت حياتي من وهدة الأهوال
ما عدتُ أبغي قصوراً تهوي على الرمال
إذ فيك يا صخر بيتي لي كامل المنال
3- ألبستني في الصليب ثوباً من الكمال
واخترتني ابناً حبيباً ترويه بالأفضال
ثم اعتنت بي يداك في الحل والترحال
وعين حبًّ عليَّ في اليوم والليال
4- يفنى الوجود ويمضي غناه والجمال
تبقى جروح يدين للدهر لا تزال
تحكي محبة أبٍ فاقت مدى الخيال
يوم دعتني برفقٍ يا متعباً تعال

1- من لي سواك أرجو خلاصه العظيم
ومن سواك يُغني بفيضه العميم
(ليس اتكال قلبي على الورى العديم
ففي يديك أمري يا حيُّ يا عليم)2
2- من لي سواك يحنو في دربي الأليم
ويدمعن لدمعي كرقة النسيم
(من هكذا يُعزِّي ونوره يُديم
ونفسيَّ الحزينة من الردى يقيم)2
3- من هكذا يراني كخلِّه الحميم
كصنعه البديع أراه بي يهيم
(يحوطني بحبٍّ نبعاً من الصميم
ويعتني بنفسي في دربه القويم)2
4- من غيرك سيبقى عوني على الأثيم
ببأسك تنجِّي وقلبك الرحيم
(مسيجاً عليَّ في الخطر الجسيم
بمركبات نارٍ وجندك العظيم)2

1- معترفاً لا برَّ لي آتيك بالإيمان
فلا فداء عني سوى فداك يا حنّان
ضللتُ عنك تائهاً وقد تعبتُ الآن
فاقبل أثيماً تائباً وغسّل لي الأدران

القرار- اغفر لي خطيتي خلصني بنعمتك
وأنهضني من غفوتي واحفظني برحمتك
ربي يسوع

2- قلباً نقيّاً أعطيني يبقى مدى الأزمان
وروحك القدوس لي أفضه يا منّان
اسمع سروراً أذني وبدد الأحزان
ورد لي أفراح ما فقدتُ في العصيان
3- في البعد عنك لا أرى ربي سوى الأكفان
فوحدك الحياة لا سواك في الأكوان
أنت الذي دعوتني لتوبة الغفران
ها واثقاً من حبك آتي إليك الآن

1- طوباك يا مسكين فها لك السماء
طوباك يا حزين يحلو لك العزاء

القرار- طوباك طوباك فها لك السماء
طـوباك يحلو لك العزاء

2- للودعاء طوبى فالأرض يُرَثون
والرحماء إذ هم كذاك يُرحمون
لأنقياء القلب فالله يبصرون
لصانعي السلام أبناءه يُدعَون

نظرت من السماء إلى ليل الشعوب
إلى يأس النفوس إلى شر القلوب
نظرت إلى الحيارى وقد غاب الجواب
وأنّات التعابى إذ المسعى سراب
رأيتك في ضلالٍ غريقاً في الذنوب
تهيم بلا دليلٍ لمفترق الدروب
فقال العدل تمضي إلى موت العقاب
وقال الحب أوفي أنا عنك الحساب
هنا في بيت لحمٍ وفي المهد العجيب
هنا بدأ المسير إلى هول الصليب
عليه دفعت ديناً أليماً كاللهيب
هناك دمي سكبت فداك يا حبيب
تعال إليَّ يا من تعبت من الهروب
وتُب و اقبل فداءً لغفران الذنوب
تعال لتستفيق من الفخ الرهيب
تعال لتسترد سنا مجدٍ سليب

من عالم الروح أتى من عالم الخُلد
من فوق من أعلى السما من ذروة المجد
من حضن باري الكون من مقصورة الحمد
لمزود الأغنام والأبقار كالعبد
وعاش في أرض الشقاء بمنتهى الفقر
من يُغرق الدنيا إذا ما شاء بالتبر
ليجعل الفقر غنى بنعمة البر
ويبذر الإيمان في مستنبت الشر
وجال يشفي السقماء وينجد العليل
يحرر الخاطئ من سلطان شيطان
ويُعتق الأموات من قبرٍ وأحزان
الله أبدى نفسه في شبه إنسان
قد سيق مثل الأُثماء للجلد والضرب
ومات فوق الجلجثة بالعار والصلب
حبّاً بنا وعجب بذلك الحب
صيَّره ربي أجل ربي نعم ربي

1- بلطفه ناداني أنا الشقي الأسير
بيده هداني لبيته المنير
فسبّح الملائكة لهدى نفسي الهالكة

القرار- شخصه ناداني دمه اشتراني
حبه غزاني بالصليب
يا لعظم نعمة الحبيب

2- وبعدها أتاني بوجهه الوضاح
بيديه شفاني وضمد الجراح
ما أحلى صوته الرقيق ويا لحب ذا الصديق
3- عليه تاج شوك بالرأس حامل
وجنبه أراني بالدم سائل
يا عجبي من حبه إذ ارتضى بصلبه
4- وعند قدميه قد لذ لي الجلوس
مسبحاً لمجد مخلصي القدوس
فإن أيام الأبد لا تكفي سبح ذا الصمد

1- من يا ترى في ذي الدنى يمحو الذنوب
وينزع الآثام من عمق القلوب
من كالمسيح قد فدى كل الشعوب
من أجلهم تحمل موت الصليب

القرار- نعم هو يسوع سيدي الفريد
نعم هو يسوع ملكي المجيد

2- من مثله راعٍ أتى لشعبه
يقوده يرشده في دربه
يشبعه يغمره بحبه
يصونه يحرسه يُعنى به
3- للمستغيث دائماً هو المجيب
وللضعيف عاضدٌ عونٌ نصيب
للحائرين ملهمٌ ربٌّ مشير
للتائهين قوله يهدي ينير
4- هو الأنيس الحاضر في وحدتك
هو الرفيق السائل في غربتك
هو الدليل الماهر في رحتك
هو المعين القادر في خدمتك

عند الصليب خذني في خلوة السكون
من صخب الحياة وحيرة الظنون
هناك ذكّرنّي بالحب كم يكون
وذكّرنّ نفسي لمن أنا أكون
عبر الحقول سر بي والفجر قد بدا
في دربي مريماتٍ للقبر إذ خلا
هناك ذكّرنّي كم قوتي بك
لأعرف القيامة وأعرفنّك

1- كم أنت لي محب ربي وما أسماك
حبك فاق دومًا مداي والإدراك
كيف اتخذتني ابنًا أغلى من الأملاك
ووارثًا لمجد أعلى من الأفلاك
2- كم باطل زماني تحت السما لولاك
خلف السراب يقضى في الكد والإنهاك
كم ليس فيه معنى مهما حلا أو شاك
حتى تحل فيه بالفيض من نعماك
3- تمضي كذا السنين والحب يبقى ذاك
عيني إليك ترنو فليس لي إلاك
ألقاك كل فجر وأشتهي رؤياك
حتى يجيء فجر عيني به تلقاك